کد مطلب:352953 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:248

فاطمة بضعة النبی والرسول یغضب لغضبها
أخرج البخاری فی صحیحه من الجزء الرابع من كتاب بدء الخلق فی باب منقبة فاطمة

علیها السلام بنت النبی صلی الله علیه وآله وسلم. قال: حدثنا



[ صفحه 188]



أبو الولید حدثنا ابن عیینة عن عمرو بن دینار عن ابن أبی ملیكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال: فاطمة بضعة منی فمن أغضبها أغضبنی. فاطمة بضعة منی یریبنی ما أرابها ویؤذینی ما أذاها. وإذا كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یغضب لغضب بضعته الزهراء ویتأذی بأذاها فمعنی ذلك أنها معصومة عن الخطأ وإلا لما جاز للنبی صلی الله علیه وآله وسلم أن یقول مثل هذا، لأن الذی یرتكب معصیة یجوز إیذاؤه وإغضابه مهما علت منزلته لأن الشرع الإسلامی لا یراعی قریبا ولا بعیدا، شریفا أو وضیعا غنیا أو فقیرا. وإذا كان الأمر كذلك فما بال أبی بكر یؤذی الزهراء ولا یبالی بغضبها بل یغضبها حتی تموت وهی واجدة علیه بل ومهاجرته فلم تكلمه حتی توفیت وهی تدعی علیه فی كل صلاة تصلیها كما جاء ذلك فی تاریخ ابن قتیبة وغیره من المؤرخین؟! نعم إنها الحقائق المرة، الحقائق المؤلمة التی تهز الأركان وتزعزع الإیمان لأن الباحث المنصف المتجرد للحق والحقیقة لا مناص له من الاعتراف بأن أبا بكر ظلم الزهراء واغتصب حقها، وكان بإمكانه وهو خلیفة المسلمین أن یرضیها ویعطیها ما ادعت لأنها صادقة والله یشهد بصدقها والنبی یشهد بصدقها، والمسلمون كلهم بما فیهم أبو بكر یشهدون بصدقها، ولكن السیاسة هی التی تقلب كل شئ فیصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا. نعم إنه فصل من فصول المؤامرة التی حیكت لإبعاد أهل البیت عن المنصب الذی اختاره الله لهم وقد بدأت بإبعاد علی عن الخلافة واغتصاب نحلة الزهراء وإرثها وتكذیبها وإهانتها حتی لا تبقی هیبتها فی قلوب المسلمین. وانتهت بعد ذلك بقتل علی والحسن والحسین وكل أولادهم وسبیت نساؤهم، وقتل شیعتهم ومحبوهم وأتباعهم ولعل المؤامرة متواصلة



[ صفحه 189]



ولا زالت حتی الیوم تفعل فعلها وتأتی بثمارها. نعم أی مسلم حر ومنصف سوف یعلم عندما یقرأ كتب التاریخ ویمحص الحق من الباطل بأن أبا بكر هو أول من ظلم أهل البیت، وكیفیة قراءة صحیح البخاری ومسلم فقط لتنكشف له الحقیقة إذا كان من الباحثین حقا. فها هو البخاری وكذلك مسلم یعترفان عفوا بأن أبا بكر یصدق أی واحد من الصحابة العادیین فی ادعائه، ویكذب فاطمة الزهراء سیدة نساء أهل الجنة ومن شهد لها الله بإذهاب الرجس والطهارة وكذلك یكذب علیا وأم أیمن! فاقرأ الآن ما یقوله البخاری ومسلم. أخرج البخاری فی صحیحه من الجزء الثالث من كتاب الشهادات باب من أمر بإنجاز الوعد. ومسلم فی صحیحه من كتاب الفضائل باب ما سئل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شیئا قط فقال لا، وكثرة عطائه. عن جابر بن عبد الله رضی الله عنهم قال: لما مات النبی صلی الله علیه وآله وسلم جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمی فقال أبو بكر: من كان له علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم دین أو كانت له قبله عدة فلیأتنا، قال جابر فقلت: وعدنی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن یعطینی هكذا وهكذا وهكذا، فبسط یدیه ثلاث مرات قال جابر، فعد فی یدی خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة. فهل من سائل لأبی بكر یسأله لماذا صدق جابر بن عبد الله فی ادعائه بأن النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعده أن یعطیه هكذا وهكذا وهكذا، فیملأ أبو بكر یدیه ثلاثة مرات بما قدره ألف وخمسمائة بدون أن یطلب منه شاهد واحد علی ادعائه؟ وهل كان جابر بن عبد الله أتقی لله وأبر من فاطمة سیدة نساء العالمین؟ والأغرب من كل ذلك هو رد شهادة زوجها علی بن أبی



[ صفحه 190]



طالب الذی أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهیرا وجعل الصلاة علیه فرض علی كل المسلمین كما یصلی علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم والذی جعل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حبه إیمان وبغضه نفاق [1] .

أضف إلی ذلك بأن البخاری نفسه أخرج حادثة أخری تعطینا صورة حقیقیة عن ظلم الزهراء وأهل البیت. فقد أخرج البخاری فی صحیحه فی باب لا یحل لأحد أن یرجع فی هبته وصدقته من كتاب الهبة وفضلها والتحریض علیها، قال: أن بنی صهیب مولی ابن جذعان ادعوا بیتین وحجرة وأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أعطی ذلك صهیبا، فقال مروان: من یشهد لكما علی ذلك قالوا: ابن عمر! فدعاه فشهد لأعطی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم صهیبا بیتین وحجرة، فقضی مروان بشهادته لهم [2] .

- أنظر أیها المسلم إلی هذه التصرفات والأحكام التی تنطبق علی البعض دون البعض الآخر، ألیس هذا من الظلم والحیف، وإذا كان خلیفة المسلمین یحكم لفائدة المدعین لمجرد شهادة ابن عمر فهل لمسلم أن یتساءل لماذا ردت شهادة علی بن أبی طالب وشهادة أم أیمن معه؟ والحال أن الرجل والمرأة أقوی فی الشهادة من الرجل وحده، إذا ما أردنا بلوغ النصاب الذی طلبه القرآن. أم أن أبناء صهیب أصدق فی دعواهم من بنت المصطفی علیها السلام؟ وأن عبد الله بن عمر موثوق عند الحكام بینما علی غیر موثوق عندهم؟! وأما دعوی أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم لا یورث، وهو الحدیث الذی جاء به أبو بكر، وكذبته فاطمة الزهراء وعارضته بكتاب الله، وهی الحجة التی لا تدحض أبدا فقد صح عنه صلی الله علیه



[ صفحه 191]



وآله وسلم قوله: إذا جاءكم حدیث عنی فاعرضوه علی كتاب الله فإن وافق كتاب الله فاعملوا به وإن خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار. ولا شك أن هذا الحدیث تعارضه الآیات العدیدة من القرآن الكریم فهل من سائل یسأل أبا بكر ویسأل المسلمین كافة، لماذا تقبل شهادة أبی بكر وحده فی روایة هذا الحدیث الذی یناقض النقل والعقل ویعارض كتاب الله. ولا تقبل شهادة فاطمة وعلی التی توافق النقل والعقل ولا تتعارض مع القرآن. أضف إلی ذلك بأن أبا بكر مهما علت مرتبته ومهما انتحل له مؤیدوه والمدافعون عنه من فضائل. فإنه لا یبلغ مكانة الزهراء سیدة نساء العالمین ولا مرتبة علی بن أبی طالب الذی فضله رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علی كل الصحابة فی المواطن كلها، أذكر منها علی سبیل المثال یوم إعطاء الرایة عندما أقر له النبی صلی الله علیه وآله وسلم بأنه یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله وتطاول لها الصحابة كل یرجی أن یعطاها فلم یدفعها إلا إلیه [3] وقال فیه رسول الله صلی

الله علیه وآله وسلم إن علیا منی وأنا منه وهو لی كل مؤمن بعدی [4] .

ومهما شكك المتعصبون والنواصب فی صحة هذه الأحادیث، فلن یشككوا فی أن الصلاة علی علی وفاطمة هی جزء من الصلاة علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم فلا تقبل صلاة أبی بكر وعمر وعثمان والمبشرین بالجنة وكل الصحابة ومعهم كل المسلمین إذا لم یصلوا علی محمد وآله محمد الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم كما جاء ذلك فی صحاح أهل السنة



[ صفحه 192]



من البخاری ومسلم [5] وبقیة الصحاح حتی قال الإمام الشافعی فی حقهم من لم یصل

علیكم لا صلاة له. فإذا كان هؤلاء یجوز علیهم الكذب والادعاء بالباطل فعلی الإسلام السلام وعلی الدنیا العفا. أما إذا سألت لماذا تقبل شهادة أبی بكر وترد شهادة أهل البیت؟ فالجواب: لأنه هو الحاكم وللحاكم أن یحكم بما یشاء والحق معه فی كل الحالات، فدعوی القوی كدعوی السباع من الناب والظفر برهانها. ولیتبین لك أیها القارئ الكریم صدق القول فتعال معی لتقرأ ما أخرجه البخاری فی صحیحه من تناقض بخصوص ورثة النبی الذی قال حسبما رواه أبو بكر: نحن معشر الأنبیاء لا نورث ما تركنا صدقة والذی یصدقه أهل السنة جمیعا ویستدلون به علی عدم استجابة أبی بكر لطلب فاطمة الزهراء. ومما یدلك علی بطلان هذا الحدیث وأنه غیر معروف، أن فاطمة علیها السلام طالبت بإرثها وكذلك فعل أزواج النبی أمهات المؤمنین فقد بعثن لأبی بكر یطالبنه بمیراثهن [6] فهذا ما أخرجه البخاری وما یستدل به علی عدم توریث الأنبیاء. ولكن البخاری

ناقض نفسه وأثبت بأن عمر بن الخطاب قسم میراث النبی علی زوجاته. فقد أخرج البخاری فی صحیحه من كتاب الوكالة من باب المزارعة بالشطر ونحوه. عن نافع أن عبد الله بن عمر رضی الله عنهما أخبره عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم عامل خیبر بشطر ما یخرج منها من ثمر أو زرع، فكان یعطی أزواجه مائة وسق ثمانون وسق تمر وعشرون وسق شعیر، فقسم عمر خیبر فخیر أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم أن یقطع لهن



[ صفحه 193]



من الماء والأرض، أو یمضی لهن، فمنهن من اختار الأرض ومنهن من اختار الوسق وكانت عائشة قد اختارت الأرض [7] .

وهذه الروایة تدل بوضوح بأن خیبر التی طالبت الزهراء بنصیبها منها كمیراث لها من أبیها ورد أبو بكر دعوتها بأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، لا یورث، وهذه الروایة تدل أیضا بوضوح بأن عمر بن الخطاب قسم خیبر فی أیام خلافته علی أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم وخیرهن بین امتلاك الأرض أو الوسق وكانت عائشة ممن اختار الأرض - فإذا كان النبی صلی الله علیه وآله وسلم لا یورث، فلماذا ترث عائشة الزوجة. ولا ترث فاطمة البنت؟! أفتونا فی ذلك یا أولی الأبصار ولكم الأجر والثواب. أضف إلی ذلك أن عائشة ابنة أبی بكر استولت علی بیت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بأكمله ولم تحظ أی زوجة أخری بما حظیت به عائشة، وهی التی دفنت أباها فی ذلك البیت ودفنت عمر إلی جانب أبیها ومنعت الحسین أن یدفن أخاه الحسن بجانب جده مما حدی بابن عباس أن یقول فیها: تجملت تبغلت ولو عشت تفیلت. لك التسع من الثمن وفی الكل تصرفت وعلی كل حال فأنا لا أرید الإطالة فی هذا الموضوع فإنه لا بد للباحثین من مراجعة التاریخ ولكن لا بأس بذكر مقطع من الخطبة التی ألقتها فاطمة الزهراء علیها السلام بمحضر أبی بكر وجل الصحابة لهلك من هلك منهم عن بینة وینجو من نجا منهم عن بینة. قالت لهم: أعلی عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ یقول وورث سلیمان داود، وقال فیما اقتص من خبر زكریا فهب لی من لدنك ولیا یرثنی ویرث من آل یعقوب واجعله رب رضیا وقال: وأولوا الأرحام بعضهم أولی ببعض فی كتاب الله وقال: یوصیكم الله فی



[ صفحه 194]



أولادكم للذكر مثل حظ الأنثیین وقال: كتب علیكم إذا حضر أحدكم الموت أن ترك خیرا، الوصیة للوالدین والأقربین بالمعروف حقا علی المتقین أفخصكم الله بآیة أخرج منها أبی؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبی وابن عمی. أم تقولون أهل ملتین لا یتوارثان فدونكما مخطومة مرحولة تلقاك یوم حشرك فنعم الحكم الله والزعیم محمد والموعد القیامة وعند الساعة یخسر المبطلون.


[1] صحيح مسلم: 1 / 61 باب الدليل علي أن حب الأنصار وعلي من الإيمان وعلامة بغضهم من علامات النفاق. صحيح الترمذي: 5 / 306. سنن النسائي: 8 / 116.

[2] صحيح البخاري: 3 / 143.

[3] صحيح البخاري: 4 / 5 و 4 / 20. صحيح مسلم: 7 / 121 باب فضائل علي بن أبي طالب.

[4] صحيح الترمذي: 5 / 296 وخصائص النسائي. مستدرك الحاكم: 3 / 115 والإصابة لابن حجر: 2 / 509.

[5] صحيح البخاري: 6 / 27 باب إن الله وملائكته يصلون علي النبي من سورة الأحزاب.

[6] صحيح مسلم: 2 / 16 كتاب الصلاة باب الصلاة علي النبي.

[7] صحيح البخاري: 3 / 68.